تتمادى الحركة السياسية في غيابها. لا شيء منتظراً عملياً من بكركي، ولا من قصور الرئاسات وصالونات السياسيين، في لبنان على الأقل. قد تختلف الصورة في باريس التي توجه إليها رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط للقاء الرئيس ميشال سليمان، وأيضاً الرئيس سعد الحريري بعد طول بعاد، على ما ينقل قريبون من الرجلين.

ما الذي يحمله جنبلاط إلى حليفه السابق؟ ثمة رواية يؤكدها سياسي حزبي لـ"النهار": "إسمع مني وغداً ستصدقني. ليس كلام جرائد أن الرئيس فؤاد السنيورة بات يميل إلى تأييد ترشيح نائب عاليه هنري حلو ويحاول إقناع أركان حركة 14 آذار بتأييده، خصوصاً مرشح هذه القوى الدكتور سمير جعجع، لأن أي مرشح آخر من 14 آذار لن ينال عملياً أصواتأ تفوق الأصوات التي نالها جعجع بفارق ذي تأثير. في باريس سيطرح جنبلاط على الحريري هذا الموضوع، وهناك معلومات أن رئيس "تيار المستقبل" ليس متجاوباً. لا يعني ذلك أنه لن يتجاوب حكماً في المستقبل".

ينفي النائب حلو صحة خبر أن السنيورة يؤيد ترشيحه ويسوقه:" البلاد ملأى بالأخبار الصحافية والسيناريوات. لو كان الخبر صحيحاً لسمعت به".

في غياب المعلومات المؤكدة من مصادرها الرئيسية تتكاثر التكهنات، تملأ الوقت الضائع، ولكن يرقى إلى مستوى اليقين أن جنبلاط سيقترح على الحريري وقف الحوار مع النائب الجنرال ميشال عون حول احتمال تأييد ترشيحه للرئاسة، لأن هذا الحوار صار ينعكس سلباً وجموداً على كل مساعي حل عقدة رئاسة الجمهورية الشاغرة. يقول مسؤول رسمي وسياسي بارز بسؤاله عن الموضوع إن الحريري سيجيب في هذه الحال: "أوقف أنت إذاً حوارك مع "حزب الله". يلفت الرجل إلى أن لا غرام في السياسة من طرف واحد. التوافق مع جنبلاط يكون هكذا، "على القطعة، أو لا يكون".

يسأل المسؤول والسياسي البارز محدثه: "لو كان صحيحاً أن السنيورة يؤيد ترشيح حلو أما كان يترك الموضوع بيد الحريري كي يأخذ ويعطي في شأنه مع جنبلاط؟ لذلك أشك في أن يكون الخبر صحيحا". ويضيف: "من دون حسابات مسبقة أرحب بتأييد النائب حلو، فليس هناك أفضل منه بالموقف السياسي في موازين القوى الحالية. حلو ترك "اللقاء الديموقراطي" عندما ترك جنبلاط قوى 14 آذار وليس بعيداً عنها وإن عاد لاحقاً إلى "اللقاء"، ثم انه ابن بيار حلو. إذا أصبح رئيساً فسيكون أقرب ما يكون إلى صورة الرئيس ميشال سليمان، قبل أن يفترق جذرياً عن الحزب طبعاً. ولكن هل يقبل به "حزب الله"؟ إذا لم يقبل فلن يتأمن نصاب لجلسة الإنتخاب. وحتى لو تأمن النصاب، لا يوافق جنبلاط، وفقاً لتصريحاته، على انتخاب رئيس بـ65 صوتاً".

يقول سياسي آخر من قوى 14 آذار: "أصبح الحريري وجعجع وجنبلاط منفتحين على البحث في اسم مرشح ثالث. وجنبلاط يمكن أن يعتبره الحزب ضماناً له في حال انتخاب هنري حلو. تبقى بالطبع مسألة يمكن أن تفتح باب المزايدات في الوسط المسيحي: أليس كثيراً أن يأتي جنبلاط برئيس للجمهورية اللبنانية، على ما انطبع في الأذهان عند إعلان ترشيح هنري حلو؟ لا جواب عندي. في كل الأحوال يبقى مسار الأمور مرهوناً بما يقرره "حزب الله". إذا قرر الذهاب إلى تسوية، فيمكن تحقيقها بالمرشح حلو أو بغيره، وإذا قرر الإستمرار في فرض الفراغ، فسيظل يوحي أنه يؤيد ترشيح الجنرال عون".

يختم السياسي بملاحظة معبرة: "لم يرد الجنرال بعد عن أسئلة الحريري المتعلقة بموقفه من سلاح "حزب الله"، ولم يظهر بعد انفتاحاً على مسيحيي 14 آذار. لكن الحوار سيستمر معه من غير أن يشمل موضوع تأييد ترشيحه. هذا خارج البحث عند الحريري".